الاثنين، 17 أبريل 2017

المدرسة في المغرب: إعادة إنتاج الفشل وثقافة الخضوع واستبعاد العقل وقتل الحس النقدي

المدرسة في المغرب: إعادة إنتاج الفشل وثقافة الخضوع واستبعاد العقل وقتل الحس النقدي
لكم 26 مارس, 2016 
- المصدر: "لوموند" الفرنسية
- ترجمة: "لكم"


خلال انعقاد المجلس الوزاري برآسة الملك محمد السادس يوم 10 فبراير 2015، تم اتخاذ قرار صادم فيما يخص السياسة التعليمية في المغرب: تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، وتلقين هذه اللغة ابتداء من السنوات الأولى للتعليم الابتدائي، ونفس الشيء بالنسبة للغة الإنجليزية التي سيتم تدريسها منذ السنوات الأولى للالتحاق بالمدرسة.

في الواقع يتعلق الأمر بأكبر تحدي لسياسة التعريب كما تم تبنيها منذ عام 1960، وتم تنفيذها بشكل إرادي منذ ثمانينات القرن الماضي.

ومما لا شك فيه فإن رشيد بلمختار، وزير التعليم، الذي يقف وراء هذا التحول، لقي تشجيعا من الملك الذي سبق له أن قال في خطاب العرش يوم 30 يوليو 2015، "إن إصلاح التعليم يجب أن يتجرد من الأنانية ومن أي حسابات سياسية ترهن مستقبل الأجيال الصاعدة بدعوى حماية الهوية".
خلال العقد الماضي، وأثناء النقاشات التي كانت تثيرها الحصيلة السيئة للتعليم العمومي كان دائما يشار إلى التعريب وإلى اللغة العربية كأسباب رئيسية لهذا الفشل المدرسي الثابت. وهو ما تعكس صداه الصحافة الوطنية والمواقع الرقمية، كيفما كانت الأرقام أو التحاليل أو الترتيب الذي تعتمد عليه، بعناوين دالة: "صفر كبير للمغرب"، "المغرب تلميذ فاشل "، "المغرب، صفر من أصل 20 "...

وفي نفس الخطاب، يتبنى الملك وجهة النظر هذه بطريقة ضمنية عندما يتساءل: "هل التدريس التي يتلقاه أطفالنا في المدارس العامة اليوم قادر على ضمان مستقبلهم؟ " والجواب عن هذا السؤال يكمن في السؤال نفسه.

مجرد حبر على الورق فقط

مدعوما بهذه التوجيهات الملكية يلخص وزير التعليم أهدافه في: "ظهور مدرسة للمساواة وتكافؤ الفرص، ومدرسة للتميز ومدرسة للانفتاح والنهوض الاجتماعي". برنامج واسع وطموح لكن ليست هذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها مثل هذا البرنامج. في الواقع، وطيلة سنوات، كانت هناك محاولات لا تحصى لإصلاح التعليم: الميثاق الوطني للتربية (1999-2005)، والبرنامج الاستعجالي للتعليم (2009-2012) الذي طرحته الوزارة. والرؤية الاستراتيجية للإصلاح (2015-2030) التي وضعها المجلس الأعلى للتعليم. باختصار، مئات الصفحات والتقارير والتقييمات من كل نوع مخصصة لإصلاح النظام التعليمي، تبنت ما يدعو له وزير التعليم اليوم، والنتيجة لا شيء تحقق حتى الآن. ولكن حتى الآن، وكما يقول المثل العربي: "مجرد حبر على الورق فقط."

بالنسيبة للخبير الاقتصادي المغربي يوسف السعدني، الذي يقود منذ ثلاث سنوات بحثا بشأن هذا الإصلاح: "فإن المؤشرات المتاحة تٌبين أن جودة التعليم في المغرب هي أقل من متوسط دول افريقية فقيرة جنوب الصحراء الكبرى، مع وجود 79 ٪ من التلاميذ الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات لا يتقنون أساسيات القراءة. ومنذ بداية 2000 وهذا الوضع يزداد سوءا ". يضاف إلى ذلك التصنيف الذي وضعته "الرابطة الدولية لتقييم التحصيل التربوي" (International Association for the Evaluation of Educational Achievement)(منظمة دولية مستقلة): بالنسبة لتدريس الرياضيات في الصف الرابع المغرب يأتي ترتيب المغرب في المرتبة 48 من بين 52 بلدا تم تقييمها. أو حتى تقرير اليونسكو 2014 عن حالة التعليم في العالم: فالمغرب، وبالرغم من التقدم الملحوظ في التعليم الابتدائي، فهو ما زال يعتبر من بين البلدان البعيدة كل البعد عن أهداف "التعليم للجميع" التي حددها المؤتمر العالمي (1990).

مع العلم أن الموارد المخصصة لهذا القطاع من ميزانية الدولة المغربية والمساعدات الخارجية كثيرة: وفقا للبيانات الصادرة عن البنك الدولي في عام 2013، فإن التعليم في المغرب يمثل 6.3٪ من الناتج المحلي الإجمالي (مقارنة مع فرنسا 5.5٪ وكندا و 5.3٪). أما مشروع قانون المالية 2016 فيرصد ميزانية قدرها 45.8 مليار درهم نحو 4.5 مليار أورو لصالح وزارة التربية الوطنية والتدريب المهني.

أسباب الفشل

أين تكمن أسباب هذا الفشل؟ كثيرون يلقون اللوم على سياسة التعريب. بعد استقلال المغرب، جعلت السياسات التعليمية واللغوية، وبوحي من قيادة حزب الاستقلال الوطنية، من التعريب كلمة السر الخاصة بهم، كرمز لعروبة أصيلة مفترضة صادرها المستعمر. وبالنسبة لهم، كان من الضروري إنهاء الاستعمار الثقافي واللغوي، والرجوع من خلال اللغة العربية الفصحى، نحو هوية متجذرة في الماضي العربي الإسلامي.

وقد عانت هذه السياسة، التي نفذت على عجل، من الارتجال في تنفيذها، ومن تحديد البرامج وتدريب المعلمين وتصور الوسائل البيداغوجية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكتب المدرسية في كثير من الأحيان تستعمل اللغة العربية الفصحى إخلاصا للغة القرآن، التي تعتبر اللغة بامتياز، ولكنها بعيدة عن العربية المغربية. كما لو أن الأمر، من خلال هذه المزايدة في الإخلاص، يتعلق فقط بالحصول على نوع من علامة الإنتماء للعروبة أو للإسلاموية.

وهكذا تم تعريب التعليم المغربي بالكامل، رغم أنه ترك مكانا للفرنسية، من المدرسة الابتدائية وحتى البكالوريا والجامعة بالنسبة لغالبية العلوم الإنسانية والاجتماعية. وبالمقابل تدرس كليات العلوم والطب موادها باللغة الفرنسية مما يخلق مشاكل كبيرة للحاصلين على الباكلوريا المسجلين في هذه الكليات بما أنهم تلقوا جميع مواد تعليمهم السابق بالعربية.

ذروة المفارقة المغربية

ذروة المفارقة هو أن أكثر المؤيدين المتحمسين للتعريب، كما صانعي القرار الرئيسيين في التعليم والنخبة الحاكمة بشكل عام، يحرصون دائما على عدم إلحاق أبنائهم في نظام التعليم العام. إنهم يفضلون تسجيلهم في المدارس الفرنسية في المغرب، وهي مدارس غير مجانية وتتمتع بمكانة كبيرة بسبب عرضها التعليمي الأكثر ثراء، وجودتها العالية، وأيضا بسبب وظيفتها المتمثلة في إعادة إنتاج النخب الاجتماعية والاقتصادية المغربية. فهؤلاء اعتادوا على أن يتابع أبناؤهم دراساتهم العليا في فرنسا والولايات المتحدة أو كندا. أما الطبقة الوسطى فهي تتجه بشكل متزايد إلى شبكة من المدارس الخاصة المحلية، التي سهلت الحوافز والإجراءات الضريبية من تناسلها.

ثمة إذن ثلاثة أنواع من المدارس: واحدة غير فعالة موجهة لغالبية المغاربة، ساهمت كل السياسات التي جربت حتى الآن في سجنها داخل منظومة القيم الماضوية، باسم الأصالة والتقاليد. وفي المقابل مدرسة الأقلية المحظوظة، التي تحررت من وطأة هذا التقليد وأصبحت غربية. وبينهما مدرسة هجينة في طور النمو، أداؤها ليس متساويا.

في هذا السياق،هل ستكون الإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها في النظام التعليمي العمومي، من قبيل تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية وإدراج تدريس الفرنسية والانجليزية منذ السنوات التمهيدية، هي العلاج الشافي؟

لقد أدت سياسة التعريب إلى خفض مستوى تدريس اللغة الفرنسية في التعليم العمومي، لكن الجدول الزمني المخصص لتدريس الفرنسية، كلغة أجنبية أولى، يبقى جد مهم. فالتلميذ المغربي اليوم يدرس ما يعادل 2000 ساعة من الفرنسية من المرحلة الابتدائية حتى البكالوريا. وهذا الحجم من الساعات كاف من حيث المبدأ ليسمح له بالدراسة والعمل بهذه اللغة. خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار بيئة مساعدة ناطقة بالفرنسية: وسائل الإعلام مكتوبة وسمعية وبصرية، الأدب المغربي باللغة الفرنسية، عالم الأعمال وسوق العمل. ومما لا شك فيه فإن اللغة العربية المستخدمة في التدريس ينبغي أن تتخلص من الكلاسيكية المقدسة التي تطبعها اليوم والتحول إلى لغة أقرب إلى العربية اليومية المحكية في المغرب.

ولكن المشكلة ليست في اللغة نفسها، أيا كانت. فكل لغة يمكن أن تكون وسيلة للتقدم والحداثة في حالة ما لم يتم تقييدها بالأيديولوجيا. لذلك، أليس حري بنا أن نبحث عن جزء من الحل عند المعلمين وطرق التدريس؟ يعتقد السعدني يوسف أن تدهور نوعية التعليم سوف تزداد مستقبلا لأن "الطلاب من مستوى تعليمي منخفض سيصبحون هم أنفسهم معلمين".

أن نتعلم كيفية نتعلم

في الواقع، فإن التدريس في المدارس العامة يقوم به أساتذة من خريجي نفس المدارس، في حين أن النخب من خريجي المدارس الفرنسية أو من شبكة المدارس الخاصة لا يغريهم أبدا العمل في مجال التدريس في المغرب. ما يجذبهم أكثر هو أن يصبحوا مهندسين، ودخول عالم المال والاستشارات والاتصالات أو المناصب العليا داخل الإدارة المغربية العامة العليا، فهذا هو ما يجذبهم. وهكذا فكل قطاع - العام والخاص – يعيد إنتاج نفسه وفقا لتقسيم لا لبس فيه.

أما بالنسبة لطرق التدريس، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لجعلها تتطور، إلا أنها لا تزال تعتمد على التكرار والسلطة وليس على الاكتشاف واستعمال العقل، و"النموذج الضمني هو تحفيظ القرآن، والذي شكل لقرون ماضية المرحلة الأولى من عملية الاستيعاب الأساسية في جميع مراحل التعليم، "كما يشير إلى ذلك الباحث اللغوي جيلبرت غرانغيوم (Gilbert Grandguillaume) المختص في المغرب. يضاف إلى ذلك أن الجسم التعليمي في المغرب كما في الجزائر، في المرحلة ما بعد الاستقلال، كان يتكون من وطنيين تلقوا تكوينهم داخل بنيات تقليدية، أو من مشارقة، بما فيهم العديد من الإخوان المسلمين المصريين الذين فروا من اضطهاد جمال عبد الناصر. لذلك، وبسبب خيارات سياسة كانت تهدف الى تحييد المعارضة اليسارىة في سبعينات القرن الماضي، صاحب تعريب المناهج الدراسية أسلمتها على الطريقة التقليدية والأكثر عقائدية.

وبعيدا عن اختيار هذه اللغة أو تلك، فهل سيحدث ذلك تغييرا جذريا في العلاقة مع المعرفة؟ أليست هذه هي العلاقة التي من شأنها ليس فقط تمكين المواطن في المستقبل من اكتساب المعرفة الصلبة وإنما أن تعلمه كيف يستعمل ذكائه وحسه النقدي؟ وهو ما تترجمه عبارة الوزير رشيد بلمختار "أن نتعلم كيفية نتعلم".

تنسيقية التقاعد تلجأ للقضاء لإسقاط خطة بنكيران المقياسية لاصلاح التقاعد الجريدة التربوية الالكترونية

تنسيقية التقاعد تلجأ للقضاء لإسقاط خطة بنكيران المقياسية لاصلاح التقاعد
الجريدة التربوية الالكترونية

بتاريخ 15 أبريل 2017


علم من مصادر نقابية أن اعضاء المكتب الوطني للتنسيقية الوطنية لإسقاط الخطة الحكومية لإصلاح التقاعد قد لجأوا لمكاتب إستشارات قانونية تمهيدا لرفع دعوى قضائية إدارية ضد الحكومة المغربية للدفع بعدم قانونية إجراءات الحكومة المتمثلة بالإصلاحات المقياسية التي شرع بأجرأتها إبتداءا من 2016 خاصة بعد تقارير تفيد بأن ميزانية الصندوق الوطني للتقاعد لا تشكو من خصاص بالموارد المالية و أن جزءا من هذه الأموال قد تم إستثمارها خارج نطاق صرف المعاشات و لم يتم إسترجاعها مع فوائدها و بالتالي فإن الموظف لا يجب أن يتحمل سوء تدبير الصندوق.
من جهة أخرى تفيد مصادر قانونية أن التنسيقية لا يمكن أن تدخل كطرف بالتقاضي خلال رفع الدعوى القضائية و بالتالي فقد تقرر أن يقوم كل متضرر بتسجيل دعاوى قضائية بجميع المحاكم الإدارية بالمملكة هو ما سيحدث حواقعة غير مسبوقا بالمغرب سيزيد من إحراج الحكومة و إجبارها على تبرير تلك الإجراءات المقياسية لإصلاح التقاعد و التي تحمل بها الموظف لوحده تبعات سوء تدبير مالية الصندوق.

و تجدر الإشارات أن دخول تنسيقية إسقاط خطة إصلاح التقاعد لمسلك التقاضي لا يعني التراجع عن البرنامج الإحتجاجي المسطر و الداعي لإضراب عام بجميع أسلاك الوظيفة العمومية و لمسيرة إحتجاجية وطنية بالرباط يوم 4 ماي المقبل

الأحد، 16 أبريل 2017

إلى متى يبقى باب التوبة مفتوح

 إلى متى يبقى باب التوبة مفتوح

وباب التوبة مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها ووقتها لا قبول للتوبة ، لقول الله تعالى في سورة الأنعام ((لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) ، كما أن التوبة لا تُقبَل من الإنسان حين خروج الروح من الجسد لقول الله تعالى في سورة النساء ((لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ...)) ،فالله تعالى يبسُط يده في النهار ليتوب مسيء الليل كما أنه يُعطي مسيء النهار فرصة في التوبة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )) رواه مسلم. التوبة إلى الله تعالى لا تحتاج إلى وسيط ليقبلها منه ويغفر له ، وإنما إذا توافرت شروط التوبة عند العبد ، قبِلها الله سبحانه وتعالى منه وفرِح بها . الشروط الواجب توافرها في التوبة يجب أن يُخلص العبد في توبته وأن يكون قاصداً وجه الله تعالى لوحده طامعاً في أن يغفر له ، ولا أن يكون هُناك أسباب أخرى قادته إلى التوبة مثل الخوف من الفضيحة أو رجال الشرطة . يجب توفُّر الصِّدق في التوبة ، فلا تكون صادرة من اللسان والقلب ما زال متعلقاً بالذنب. الإبتعاد فوراً عن المعصية وتركها في الحال . الصدق في النية لعدم العودة إلى إرتكاب المعصية مجدداً . إذا كان الذنب واقعاً في حقوق العِباد ، فإنه يجب أن يَرُّد التائب الحقوق إلى أصحابها لتُقبَل توبته ، لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ) رواه البخاري.

إقرأ المزيد  http://mawdoo3.com

تــقوى الله وحسن الخلق

تقوى الله وحسن الخلق


وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ " لكي تتحقق التقوى أطير هذه الهمسات اللطيفة بأسلوب الالتماس والطلب برفق كالجرعات التي تجري مجرى الدم في العروق، أبدأ بنفسي الأمّارة بالسوء وأعاتبها على ظني السيء بالآخرين أقول لها: النوم على الوسادة ليلاً يتطلب منط أن تلفظي كل غل وتدعيه جانباً حتى تنالي الجنة . فها هو رجل من رجال الله بشر بالجنة فأدركه عبد الله ابن عمر حيث إنتابه الفضول لمعرفة ما الذي يميز هذا الرجل حتى يدخل الجنة ؟ راودت عبد الله فكرة حيث ادعى أنه تشاجر مع أبيه وطرده من بيته فهل يقبل هذا الرجل الذي بشر بالجنة أن يبيت عنده عبد الله ثلاث ليال ؟ رحب الرجل بعبد الله وبات عنده الليال الثلاث فلم يكتشف عبد الله بن عمر أي شيء يفضله في العبادة فسأل الرجل لماذا إذن وصفك النبي أنك من أهل الجنة وأنت لا تزيد عنا في العبادة ؟ فرد عليه :حينما أضع رأسي على وسادتي أفرغ كل شحناء وبغضاء لأني أتقي الله . وللأم الفاضلة حتى تكون تقية :لماذا تنصلتي عن مسؤوليتك وتركتِ تربية أبنائك لغيرك من رفاق السوء ؟ أقول هؤلاء يا أمي فلذات أكبادنا هم نعمة أنعمها الله علينا . حافظي أماه على هذه الثروة البشرية التي هي عضد المجتمع فأنت أم الطفل والرجل والشاب والفتاة وأنت الأصل في خلق الأمم، الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق . وللأب الفاضل المنشغل عن أبنائه ولا يظهر لهم دوره كأب فعندما يعود أبناؤك من المدرسة أرجوك أن تقترب منهم ولو بلمسة حنان على حقائبهم المثقلة بالمناهج، أبتاه هيا لنحمل معول الصبر ، نعم إنني أعترف بأنك تعود من عملك حاملاً من الهموم الكثر ولكن هناك أمانة عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملتها أنت ألا تسارع الآن لكي تحل مسائل الرياضيات مع طفلك ، ألا توافقني بأن ابنتك في حاجة لحفظ النصوص الأدبية ؟ إذن أنت يا أبتاه عماد بيتك وبدونك لا يكون الأبناء زينة الحياة، إليك يا أختاه أنت ربة البيت تمضين من وقتك الكثير في قراءة المجلات وتحومين حول الفضائيات وتتفكهين في كل محطة مما لذ لك وطاب وحينما يهلل أبنائك فرحين بعودتهم إلى البيت ينتابهم الذهول فالبيت بلا طعام والوضع مهلهل ليس على ما يرام ، فتتداركين نفسك أخيرا ً حين أذان الظهر أن عليك مسؤوليات فليس كل ما أمضيته من وقتك هو ملك لك . إنك يا أختاه راعية ومسؤولة عن رعيتك ، فأنت الرائدة في المجتمع . ثقي أبداً أن أسرتك لا تقوم لها قائمة إلا إذا إنتفعتي بما أقول فاستيقظي مبكرة وباشري عملك في البيت واستمتعي بعمل الأشياء التي تثلج صدورهم حتى لا يأووا إلى بيت أخر فينقلبوا على أعقابهم خائبين، وكلمة أخيرة لكل من يتلاعب بالآخرين فهناك المنافقون والمطففون وهناك المهملون ، نجد في مجتمعنا الخائنين والكاذبين والساقطين والفاسقين وكل من جاوز الحد وبغى هو متلاعب بالآخرين . إلى كل أولاء وأولئك أهمس في آذانهم اتقوا الله ، كفاكم ويحكم توقفوا ألمَا تصحوا والشيب في رؤوسكم ألمَا ؟ معاً وسوياً لبناء هذا المجتمع التقي النقي الذي لا يقبل إلا الطاهرين المخلصين .
إقرأ المزيد على .: http://mawdoo3.com

المدرسة في المغرب: إعادة إنتاج الفشل وثقافة الخضوع واستبعاد العقل وقتل الحس النقدي

المدرسة في المغرب: إعادة إنتاج الفشل وثقافة الخضوع واستبعاد العقل وقتل الحس النقدي لكم 26 مارس, 2016  - المصدر: "لوموند" الفرن...